Wednesday, December 19, 2018

ياسة أثيوبيا وما نتج عنها من تدهور في علاقات

ي سياسة أثيوبيا وما نتج عنها من تدهور في علاقات البلدين فإن الولايات المتحدة رأت أن تبقي خط الإتصال مع اثيوبيا وذلك علي حساب القضية الارترية، وبذلك ظلت أمريكا متمسكة بمبدأ وحدة الاراضي الاثيوبية رافضة فكرة استقلال إرتريا ، الا أنها لم تمانع منذ تلك الفترة أن يقوم اصدقائها بدعم الثورة الارترية لأنها بدأت تعتقد أن إنتصار نظام الدرق علي الثورة يعني تقوية الوجود السوفيتي في القرن الإفريقي ، واصبحت تحبذ في تلك الفترة ان تتواصل معركة إرتريا واثيوبيا دون انتصار طرف علي أخر . وبما أن أمريكا كانت معنية في تلك الفترة بمكافحة المد الشيوعي السوفيتي بدأت تعتقد بأن الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا تنظيما دون سواه أقرب الي معسكرها من التنظيمات الوطنية الأخرى أكثرها قوة ، وقد قويت هذه الفكرة لدي أمريكا بعد الحرب التي قامت بها الجبهة الشعبية لتحريرارتريا بالتحالف مع قوات الجبهة الشعبية لتحريرتقراي ، ضد جبهة التحرير الارترية ذات التوجه العربي والتي كانت علي صلة وثيقة مع القوميين العرب والبعثيين الناصريين الذين كانوا ضد المشروع الرأسمالي الأمريكي في الشرق الأوسط ، وبذلك الإجراء تكون الجبهة الشعبية قامت بتنفيذ سيناريوامريكي معد للمنطقة وذلك بإقصائها وعزلها لشركائها في النضال ومنذ ذلك الوقت دخلت الجبهة الشعبية ضمن الأجندة الأمريكية المعدة لمستقبل إرتريا خصوصا ومنطقة القرن الإفريقي علي وجه العموم . إذ ظلت الجبهة الشعبية تتلقي دعما سخيا من المؤسسات والكنائس المسيحية الامريكية بل وصل الأمر الي بعض الكتاب الامريكيين الي القيام بتوثيق تجربة الجبهة الشعبية وتضخيمها منذ تلك الفترة وتسويقها الي المواطن الغربي لكسب تعاطفه ووده لصالح الجبهة الشعبية . ثانياً : علاقات الجبهة الشعبية مع الولايات المتحدة الأمريكية : أعلنت الجبهة الشعبية التي رفعت مبادئ الماركسية عن تحولات جذرية في سياساتها الإشتراكية في مؤتمرها العام الثاني عام 1987م ، وتزامن ذلك مع بداية الإنسحاب السوفيتي من القرن الإفريقي وفي الوقت الذي كانت الجبهة الشعبية تهرول فيه للوصول الي حضن المعسكر الرأسمالي، كان لإحداث المجاعة التي وقعت في البلاد عام 1984م دور مهم في التقريب بين الهيئات والحكومات الغربية وبين أجهزة تنظيم الجبهة الشعبية ، حيث سمحت أمريكا التي كان همها الأول ملأ الفراغ الناجم في القرن الإفريقي في تلك الفترة للجبهة الشعبية بفتح مكتب تمثيل لها في واشنطن وكان ذلك في إبريل 1985م ، لكن ومع السماح الامريكي المبكر بذلك الا إن ممثلي الجبهة الشعبية حين ذلك وهما حقوص قبرهوييت وتسفاي قبركدان لم يكن لهما القدرة للإقتراب من مكتب الخارجية الإمريكية ، وكان نشاطهم مختصرا في التعبئة الجماهيرية والسعي لتوفير الدعم المادي والتواصل مع الهيئات والمؤسسات غير الحكومية والتي كان لها دور هام في تقديم الدعم للجبهة الشعبية لتحرير إرتريا . وفي مطلع عام 1989م قام الأمين للجبهة الشعبية اسياس أفورقي بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية وسنحت له تلك الفرصة للإلتقاء بعدد من المسؤلين في الإدارة الامريكية ورجالات الكونجرس الأمريكي بالإضافة الي أقطاب اللوبي الصهيوني والذي عبرلهم بإعجابه بإسرائيل وأنه سيحتذي بها في المستقبل ، وقد كسب أفورقي في تلك الزيارة الدعم الكامل من اللوبي الصهيوني المتنفذ علي القرار الامريكي الرسمي ونوردهنا للتأكيد ماكتبه (بول هينز) وهوواحد من الخبراء العسكريين الامريكيين ومن العناصر الاساسية في اللوبي الصهيوني بقوله ( إن إسياس افورقي وافق علي القبول العلني عند إستقلال إرتريا عاي بناء قواعد عسكرية أمريكية في إرتريا وهي قواعد تخدم مصالح امريكا واسرئيل المشتركة ) وبعد إن إتضح لصناع القرار الامريكي بشكل رسمي جوهر ماتحمله الجبهة الشعبية من فكر وماترنوا اليه من طموحات قام أعضاء من الكونجرس الامريكي في عام 1990بزيارة للمناطق التي كانت تسيطر عليها الجبهة الشعبية وبعد عودته قدم الوفد تقريراً يؤكد فيه بأن إرتريا تستحق الإستقلال ، وفي تلك الفترة أيضا زار السودان هيرمان كوهين مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون الافريقية والتقي بالأمين العام للجبهة الشعبية إسياس افورقي بالسفارة الإمريكية في الخرطوم وبعد لقائه أعلن بأن للإرتريين الحق في تقريرالمصير، كما أكد أن ضم هيلي سلاسي لأقليم مستقل عمل غير شرعي ، وهكذا تغير الموقف الأمريكي بشكل تدريجي تجاه الجبهة الشعبية ونشير هنا الي أن مثقفي الجبهة الشعبية من المقيميين في الولايات المتحدة كان لهم دورا مهما في تحسين صورة الجبهة الشعبية وذلك عبر تلك الجمعيات التي كانون يعملون من خلالها ومن أهمها جمعية الارتريون من أجل الحرية  ) والتي كانت تنشط في كافة أنحاء امريكا الشمالية قبل افتتاح مكتب تمثيل الجبهة الشعبية وكان يترأسها د/ولداي فطور الذي كان يعمل في البنك الدولي حينها ثم اصبح بعد الاستقلال مستشارا للرإئيس إسياس للشئون الإقتصادية وحاليا وزيرا للتنمية، ومن عناصرها يماني قبرأب الامين السياسي للجبهة الشعبية وأرأيا تسفاي. الذي تم تعيينه مديرا عاما للبنك المركزي بعد الإستقلال ثم مديراً للبنك العقاري والتجاري الارتري ، وحاليا أسندت اليه مهمة انشاء المنطقة الحرة بمصوع فهوالان مديرها العام ، وقد درس هؤولاء وغيرهم من كوادر الجبهة الشعبية في أمريكا عبر برامج ( ) اي برنامج تقديم المنح الدراسية لأفريقيا في الجامعات الأمريكية ، وهو برنامج ترعاه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية  وهي أكبر واهم وكالة إغاثة أمريكية تعمل من أجل تحقيق المصالح الأمريكية عبرتقديم مختلف الخدمات في شتي أنحاء العالم، وهذا مايؤكد ان الجبهة الشعبية أصلاً كانت على حط تواصل مع المؤسسات غير الحكومية الأمريكية منذ وقت مبكرواستفادة من إنحياز الطلاب الدارسين لصالحها . التغيرات الجذرية للموقف الأمريكي تجاه القضية الارترية : كان لإنهيار الإتحاد السوفيتي وماتبعه من إنتهاء للحرب الباردة ، أثار عميقة علي جعل إستقلال إرتريا ممكنا ، لأن الاتحاد السوفيتي كان يشكل سندا اساسيا لنظام منجستوا الذي أعلن تبنيه للماركسية في عام 1977م ، وخلق ذلك التحالف نوعا من العداء بين النظام الإثيوبي والولايات المتحدة الأمريكية ، وقد انعكس ذلك في ضعف قبضة نظام الدرق ، ودفعت تلك التطورات الجديدة كما أشرنا اليها سابقا بالولايات المتحدة للبحث عن حلفاء جدد لها في المنطقة لسد الفراغ بعد سقوط نظام الدرق ولهذا كان التقارب بين الجبهة الشعبية وصناع القرار في الإدارة الإمريكية ، وفي ظل تلك الاجواء التي ذكرناها جاءت مبادرة مركز كارتر للسلام وهو مركز وثيق الصلة بالإدارة الأمركية ويعمل وفقا لسياساتها الاستراتيجية الخارجية ، وقد جاءت مبادرة كارتر بعد زيارة قام بها الرئيس جيمي كارتر الي المنطقة في عام 1989م والتقي خلالها في مطار الخرطوم بإسياس افورقي، وتم الاتفاق معه لإجراء سلسلة من جلسات المفاوضات التي بدأت بلقاء اتلانتا بمقر المركز في 7سبتمبر 1989واستمرت اللقاءات حينها لمدة 12يوما، وقد تكون وفد الجبهة الشعبية الذي شارك في تلك المفاوضات من : الامين محمد سعيد رئيسا للوفد ، وهيلي ولدتنسائي، محمود احمد شريفوا، أحمد حاج علي ، ومكائيل قبرنقوس كأعضاء الوفد، بالإضافة الي وفد نظام الدرق وكان ذلك لقاءا إجرائيا تم فيه تحديد المسائل التي يمكن تداولها ، وتحديد أماكن المفاوضات ، والتي يمكن ان تستضيف تلك المفاوضات وعدد الوفود التي يمكن ان تشارك فيها بالاضافة الي تحديد الموعد، كما وافق الجانبان للمواصلة فى المفاوضات بدون وضع شروط مسبقة وعقد إجتماع اخر بكينيا، بعد شهرين من اتلانتا ، وفعلا في ديسمبر 1989م عقدت اجتماعات نيروبي واستمرت لمدة ثمانية أيام واصدر الجانبان بيان مشترك اتفقافيه لعقد مؤتمرسلام في مطلع يناير 1990بلندن بإشراف امريكي رسمي ، وفي هذه الفترة بدأ مساعد وزير الخارجية الإمريكية هيرمان كوهين في إستخدام أسلب الاتصال الدبلوماسي بممثلي الجبهة الشعبية في واشنطن وكذلك ممثلي الحكومة الاثيوبية بغرض دفع جهود المحادثات والتخطيط للمرحلة القادمة مؤتمر المائدة المستديرة بلندن بتأريخ 27- 28مايو1991م : ان الأحداث المتسارعة علي الساحتين الارترية والاثيوبية كانت ترافقها جهود دبلوماسية من جانب الولايات المتحدة في محاولة منها لملاحقة تلك الاحداث من جهة والرغبة في السيطرة علي زمام الموقف لتتمكن من خلال قنواتها المفتوحة مع كل الإطراف المتصارعة من المساهمة بدور مهم في رسم المستقبل الارتري والإثيوبي، ولهذا عقدت أجتماعات لندن برعاية كوهين وبمشاركة الجبهة الشعبية لتحريرإرتريا وبالرغم من أن هذا المؤتمر كان تحصيل حاصل من الناحية العسكرية ، الا إنه كان ذو أهمية خاصة من الناحية السياسية بالنسبة لإرتريا حيث تم وضع اللمسات الأخيرة لمستقبل إرتريا ودورها في المنطقة من وجهة النظر الامريكية وعلاقتها بدول الجوار وبالذات مع إثيوبيا. ثالثاً : العلاقات الارترية الأمريكية في مرحلة الدولة : أستمرت العلاقات التي نمت بين الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة الأخيرة من حرب التحرير في إتجاهات ايجابية بعد إستكمال عملية التحرير، وقيام الدولة الارترية المستقلة خاصة لما للويات المتحدة من دور رئيس فعال في المفاوضات السابقة للإستقلال وانفرادها بترتيب الأوضاع في القرن الأفريقي علي النحو الذي أشرنا اليه من قبل ، وأوضحت الخارجية الأمريكية أن علاقتها مع إرتريا مبنية لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية وهي الحفاظ علي الإستقرار الإقليمي ، مكافحة الإرهاب الدولي ، السعي لتأسيس نظام ديمقراطي في البلاد، لتأسيس نظام ديمقراطي في البلاد، وأنطلاقا من هذه المبادئ الثلاثة شهدت العلاقات تطورات هامة يمكن قراءتها عبر ثلاث محاور أساسية . 1- محور العلاقات الخارجية والسياسية :- قام بعد الاستقلال مباشرة وفد أمريكي عالي المستوي بزيارة لإثيوبيا حيث حضر مؤتمراسياسيا هاما في إديس أبابا عقد في الفترة مابين 1-5/يوليو1991م تم فيه تكوين الحكومة الإنتقالية في إثيوبيا ، والمهم بالنسبة لنا في ذلك الإجتماع حضور وفد رسمي من الجبهة الشعبية كجبهة مراقبة الي جانب الوفد الإمريكي،ومن أهم ماتم في هذا الإجتماع ترتيب مستقبل العلاقات الارترية الإثيوبية بحضور الوفد الأمريكي كما تضمنت تلك الإجتماعات الموافقة الإثيوبية والإعتراف بحق الارتريين بعقد الاستفتاء من أجل الإستقلال ، بعد ذلك قامت الولايات المتحدة بإعادة فتح قنصليتها بأسمرا في أغسطس 1992م ، وفي 27ابريل 1993م أعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بإرتريا كدولة مستقلة ، ومواصلة لتوطيد العلاقات فقد تم في 11يونيومن نفس العام بدأ العلاقا

No comments:

Post a Comment